بواسطة : .
5:09 ص - 2025/04/03 - 46 views
بقلم د/ عائض بن عويض العبيدي
٠٤ / ١٠ /١٤٤٦هـ
عندما يتحد الصف، وتجتمع الكلمة، وتسود لغة الحوار البناء، وتحترم الآراء، وترتقي النفوس إلى قمم المعالي، عندئذٍ تتضح الرؤيا ويتحقق الهدف، وتتحول الأحلام و الخواطر إلى آمال، والأفكار إلى مشاريع عملية، تُخرج لنا مبادرات قيمية، تُغلفها المحبة، ويسُودها الإحترام، ويعلوها التقدير والإجلال، وهذا ما نشاهده بين فترةٍ وأخرى، ونلمَسهُ بين حينٍ وآخر، مترجماً على أرض الواقع بين أفراد *خامس الزحومة من قبيلة العبدة من بني سليم*.
فالبداية كانت من اجتماع بسيط، ومحدود العدد، وبإمكانيات متواضعة، في أيام عيد الفطر المبارك قبل أكثر من ثلاثين عاماً.
ومع مرور الأيام وفي ظل التحسين المستمر الذي يعقبه التطوير المتميز، والهمة العالية والعمل الدؤوب، دون كللٍ ولا ملل، أصبحت *ديوانية الزحومة* اليوم وفي عامها الواحد والثلاثون تقريباً، وبثوبها الحالي منبراً منيراً ومنارة مبهرة وإنموذجاً يحتذى ومقصداً للعديد من أفراد القبيلة ومن خارجها رغبة في التواصل والمعايدة وحرصاً على صلة الأرحام، ومساهمة في تحقيق مقاصد العيد السعيد.
كما أنها مصدراً للأفكار النيرة والتي تُرجمت إلى برامج عملية هادفة ومتنوعة ومتميزة، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الإفطار الجماعي في نهاية شهر رمضان من كل عام، وفطرة العيد عقب صلاة العيد، والإجتماع طيلة أيام العيدين ولياليها، وإحتفال المعايدة السنوي الذي يخصص له العيد الثالث من كل عام من عيد الفطر المبارك، ويتخلله الكثير من الفقرات الإجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية الشيقة، التي يشارك فيها ويحرص عليها الجميع، ويختتم بفقرة تكريم جميلة ومميزة، ويشرف عليه لجان تعمل بكل جد واجتهاد.
مروراً بتكريم المميزين من أبنائهم، وقوفاً مع الجميع في أفراحهم واتراحهم، وصولا ً هذا العام إلى تقديم نموذجاً متميزاً ومشرفاً متمثلاً في *شجرة خامس الزحومة من قبيلة العبدة من بني سليم*.
لا شك أن خلف ذلك كله رجالاً نحسبهم ولا نزكيهم، صادقون في محبتهم، جادون ومخلصون لبعضهم، لديهم الهمة العالية والرغبة الصادقة في خدمة أبناء عمومتهم، ناذرون الغالي والنفيس من أوقاتهم وأموالهم وأفكارهم لأجل إسعاد الآخرين ورسم الإبتسامة على وجوههم، كما أنهم حريصون على إستمرار أواصر المحبة وبقاء الصلة بين أفرادهم بل وتجاوزو ذلك إلى خارج القبيلة.
شعارهم نعم للمحبة.. نعم لصلة الرحم ..نعم للتعاون .. والتكاتف .. نعم لتربية النشء على القيم والأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، مستمدين ذلك من توجيهات القرآن العظيم والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام في الحث على التراحم والتواصل والتعاون.
لقد ضرب *خامس الزحومة من قبيلة العبدة من بني سليم* بهذه المبادرة الهامة. والقيمة ذات الأبعاد الإيجابية، والآثار العظيمة المرجوة *- مبادرة شجرة خامس الزحومة -* أروع مثال للتعاون والتكاتف والعناية والإهتمام بتوعية الأجيال الحالية والقادمة، والمساهمة الفعلية في المحافظة على الأنساب، والتعريف بها، والحث على توثيقها، وتعريف أبنائهم بذلك، والتي لا شك أن خلفها جهود بُذلت وأوقات اسُتنفذت وعمل دؤوب، حتى خرجت بهذه الحُلة الجميلة والصورة النقية التي ستبقى مرجعاً موثوقاً، ومصدراً يمكن الإستفادة منه، ومبادرة ملهمة للآخرين، وخارطة طريق يمكن تطويرها وتحسينها من خلال الأجيال القادمة بإذن الله تعالى .. تحية من القلب لكل فرد منهم وقبلة على الجبين، مع دعوات صادقةلهم بمزيد من التوفيق والسداد.

أعجبنى
(0)لم يعجبنى
(0)