ويُصيب فيروس HMPV الجهاز التنفسي وهو معروف منذ اكتشافه في أوروبا عام 2001. وعلى الرغم من ارتباطه بالتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي، إلا أنه لم يُشكل تهديدًا واسع النطاق من قبل، ومع ذلك، فإن الزيادة المفاجئة في الحالات أثارت القلق بشأن قدرة الأنظمة الصحية على التعامل مع تفشٍ محتمل، خصوصًا بعد الدروس المستفادة من كوفيد-19.
ويُهاجم الفيروس جميع الفئات العمرية، لكنه يُشكل خطرًا أكبر على الأطفال الصغار، وكبار السن، وذوي الأمراض المزمنة أو ضعف جهاز المناعة، وأعراضه تتراوح بين نزلات برد خفيفة تشمل سيلان الأنف والسعال، إلى التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي قد تتطلب رعاية طبية مكثفة.
وأكد الأطباء أن فيروس HMPV ليس بجديد، إذ يُعرف منذ قرابة 25 عامًا. كما أنه يُعد مرضًا موسميًا يظهر عادة في الشتاء وأوائل الربيع. ومع ذلك، فإن الانتشار الحالي يُثير تساؤلات حول ما إذا كانت هناك طفرات جديدة قد تزيد من خطورته.
ولا يوجد علاج محدد لفيروس “الميتانيموفيروس البشري” HMPV، حيث يقتصر التعامل معه على تخفيف الأعراض مثل الحمى والسعال، وينصح الأطباء باتباع التدابير الوقائية التقليدية التي تشمل غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وارتداء الكمامات خصوصًا في الأماكن المزدحمة، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام منديل ورقي يتم التخلص منه فورًا، كما يُوصى بتنظيف وتعقيم الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، مع الالتزام بالراحة وتناول السوائل الدافئة للمساعدة في تخفيف حدة الأعراض.
ومع استمرار الدراسات لفهم طبيعة الفيروس بشكل أكبر، تخشى الأنظمة الصحية حول العالم من عواقب مشابهة لجائحة كوفيد-19، ويأمل الخبراء أن تساعد التدابير الوقائية الحالية في احتواء انتشار HMPV ومنع تحوله إلى أزمة صحية عالمية.